المدونة | Abdo Labaky

تابعوني على

أعمال حديثة

كانت

عجباً ! كيف استطاع هذا العمر أن يقطع آلاف الأيّام والأميال كما البرق وفي جيوبه هذا القدْر من الحجارة !

اللامبالاة عشبةٌ شافيةّ حقًّا لكنّها شديدة المرارة . هنيئاً لمن يستسيغها !

بيني وبين الطّمأنينة جدار لا أستطيع أن أهدمه لأنّ فيه عشّاً للسّنونو !

أعتقد أنّ البشر ، حتّى الآن لم يلاحظوا أنّ هناك شمساً تُشرق ، كي ينعموا بالجمال وهُمْ يُشوّهونه كلّ يوم !

في خزانتي رسائل لا تُحصى بعضها مُبقّعٌ ، وبعضها حزين ماتت فيه الرّغبة سأتظاهر بأنّني لا أُجيد القراءة وسأصنع لها أجنحةً وأدعها تطير عندما...

ظاهرة النّقص في الكائنات شرطٌ لصيرورتها واكتمالها فلو خُلِق كلّ شيءٍ كاملاً لَتَوَقّفت حركة الوجود !

أمام هذه النّافذة أقف الآن وأنظر تُلوّح لي بأغصانها شجرةٌ أحبّت عُريكِ وشرِبتْه الحقول تمشي في عينيّ وتجرّ عربةً من ماضً بعيد ...

القطار متوقّفٌ عند شجرة صدِىء الزّمن فصدِئت عجلاته وفي ذاكرة الحرب موتى ينتظرون حقائبهم ما أهنأك أيّها الانتظار !

بعدما شربت بهدوءٍ أنفاسه لم تجتز بملابسها الهُلاميّة أيّ جدار أو فكرة بل دخلت خُلسةً متاهته وتعلّمت أن تحفظ بخيطها الأبيض ما كان...

أسقط المنطق مُعادلاتِه كلّها وكتابه الثمين وخرّ ساجداً أمام الطّلاسم !

لحقول الحياة محاريثها والغيوم لكنّ أثلامها الّتي عاصرت أزمنة القمح يوم كان سميناً ويؤكل قد فقدت ذاكرتها !

لست أدري لماذا أنا الآن في هذا المقهى كان ينبغي أن أكون معكِ أُراقصكِ في العراء المُسالِم أو أتّكئ معكِ كأقحوانةٍ على وِسادة أو أحتضنكِ...

لا أريد صورةً على الضّفاف ولا مِشْيَة اختيالٍ تفنى أريدكِ أنتِ كما مُفاجأةٌ تحجب كلّ شيْء فلا تجعليني أمشي إلى جدارٍ سئم أشباح اللّيل...

بين السّنوات العِجاف وبيني سنبلةٌ تنتظر أن أحبّها !

يكتسب الإنسان قيمته الوجوديّة قَدْرَ اتّصاله بعالم المُثُل !