المدونة | Abdo Labaky

تابعوني على

أعمال حديثة

كانت

كنّا صغاراً وكان الشّتاء يمرّ بمَداسه الثّقيل وشعره الغائم وكانت جدّتي تُغلق الباب في وجهه بالرّغم من ثيابه النّظيفة فيمكث وراءه مُنصتاً...

لبست مَعطِفَها وخرجت كانت اللّحظة نادرةً وكان النّهار عُنُق زرافة لكنّ عطرها لم يكن يذهب كان يُنزل أمتعته من جلدها الفاتن ثمّ يستلقي...

في اللّحَظات الخائبة اللّحظات الشّريدة أُقفِل نافذتي في وجه العالم ويُوَدِّعني طائرٌ ، أطعمته مرّةً كسرة خبز وتعود ذكرياتي بخطواتٍ...

أبحث كلّ يومٍ عن شريطٍ أبيضَ أربط به رزمةً من الحزن كي أراها تبتسم !

أكتب إليكِ على ورقةٍ غيرِ مُذنبة في يومٍ يَرفع ساقاً بيضاء لعلّكِ أنتِ المُتنعّمة على الدّوام تحت رِداء شمسٍ ضالّة تقطعين الخوف بسكّينٍ...

ماذا فعلتُ طوال هذا النّهار لِأمْتَطي رتابته .. -كتبتُ على ورقةٍ أخطاء اقترفتها ثمّ قطعتُ أذيالها -شربتُ كوباً من مَغليّ "الشّعير" على...

يحدُث وأنا في حديقتي أهيمُ وحيداً أنْ يلازمني عصفورٌ غريب ولكنْ يُغنّي مُتَجاهلاً كلّ ما يجري لِلبشر يحدث أنْ أقطف زهرةً لامرأةٍ بعيدةٍ...

كلُّ يومٍ يمُرّ جارّاً سأَمَهُ على عَرَبة أستوقفه بِحنان وأدعوه إلى فنجان قهوة وأحاول أن أنزع عنه لباسه المُتهالك لعلّه يستعيد وميض جسده...

مات الضمير وما أحدٌ حمل نعشه كانت له آمال تساقطت جميعها قبل أنْ تنضج هو لم يكن يفعل غير الجلوس أمام العالم مُصغياً إلى ضجيجه أحياناً كان...

أقوم إلى النّافذة حيناً بعد حين أُزيح السّتارة بيدٍ مُترقّبة وأتلصّص على الفضاء حيث غيمةٌ أريد أنْ أنزع سوادها لتصبح قشرةً وتسقط ...

أيّتها الرّيح الخفيّة الرّيح المهرولة على الحجارة الخرساء أنصتي إلى نحيب المُدن وهي تبكي موتاها فيما تطأين ساحاتها الموحشة بخطواتٍ...

أين أخوك يا "قايين"؟ ولا يزال قايين هارباً في المجاهل.. بنى لنفسه ملاجىء وكهوفاً في بطون الجبال وعيوناً مُراقِبةً في الفضاء ومصانع...

ماذا أفعلُ الآن !؟ أنظر إلى عالمٍ يُضاجع الظّلمة وتُطوّقه الآفاق الخائبة إلى سماءٍ تجعّد وجهُها وَرانَ عليه صمتٌ باكٍ إلى مائدةٍ...

في آخر المكان عندما لا يعود شيءٌ يتذكّر والهواء لا يُمضغ بلذّة والعناصر تتبدّد كطيورٍ مذعورة أو دُخان ترمي الحياة آخر نردٍ لها إذذاك...

في المُدُن الخاويَة تموت مقاهي الرّصيف النّمل يمشي في جنازتها و معه قصائد الشعراء تفارقها الشّمس ورائحة القهوة المطر يبكيها و...